GPT ، هي سلسلة من النماذج اللغوية الكبيرة التي تم تطويرها بواسطة OpenAI ، وتستند هذه النماذج إلى نظرية التحويل (Transformer) ، وهي طريقة تعلم آلي تم تطويرها للعمل مع بيانات تسلسلية ، مثل النصوص ، وقد تم تدريب GPT على مجموعة كبيرة ومتنوعة من المعرفة ، مما يتيح لها القدرة على توليد نصوص جيدة بشكل مدهش ، وتعد GPT اختصارًا لـ “Generative Pre-trained Transformer” ، وهي نموذج لغوي يستخدم في توليد النصوص بشكل تلقائي ، حيث يعتمد هذا النموذج على تقنية “transformer”، وهي تقنية تعتمد على شبكات عصبيّة اصطناعية لتحليل النصوص وفهمها ، وقد تم إصدار عدة إصدارات منه ، حيث يتم تدريب كل إصدار على مجموعة كبيرة من البيانات النصية المتنوعة ، مثل الكتب والمقالات والمواقع الإلكترونية والمنتديات والمدونات والمحادثات الإلكترونية ، ويتم تدريب هذه النماذج باستخدام تقنية التعلم العميق ، ويتم تحسينها باستمرار باستخدام تقنيات التعلم العميق الحديثة والبيانات الجديدة ، ويمكن استخدام GPT لعدة أغراض ، مثل توليد النصوص بشكل تلقائي، والترجمة الآلية ، والتحليل اللغوي، والتعرف على الصوت، والتعرف على الصور، والأسئلة والإجابات الآلية ، والتوصية الشخصية، وغيرها من التطبيقات اللغوية والذكية.
ويستخدم GPT في العديد من المجالات ، مثل التسويق والإعلانات والترفيه والتعليم والصحة والعلوم والتكنولوجيا والحكومة والأعمال والتمويل والقانون والإعلام والثقافة والفنون والموسيقى والرياضة والألعاب والسياحة والسفر، والطيران، والضيافة، وغيرها ، وبشكل عام ، فإن GPT تعد تقنية مهمة في مجال الذكاء الاصطناعي واللغة الطبيعية ، وتتميز بقدرتها على توليد النصوص المتنوعة والمنطقية والمفهومة بشكل أفضل، وتحسين تجربة المستخدم وزيادة الإنتاجية في العديد من المجالات.
بدأت OpenAI تطوير سلسلة GPT في عام 2018 مع إصدار GPT الأصلي ، والذي كان يستند إلى بنية نموذج مكتشفة من قبل فريق من باحثي الذكاء الاصطناعي في عام 2017 ، ومنذ ذلك الحين ، تم إصدار العديد من الإصدارات المحسّنة للنموذج ، بما في ذلك GPT-2 و GPT-3 وأخيراً GPT-4.
وقد تم تحسين كل إصدار من GPT عن طريق زيادة حجم النموذج وتوسيع مجموعة التدريب ، على سبيل المثال : كان لدى GPT-2 حوالي 1.5 مليار مَعلمة ، بينما يحتوي GPT-3 على 175 مليار مَعلمة ، GPT-4، الإصدار الأحدث ، يحتوي على عدد أكبر من المَعلمات وتحسينات في جودة التوليد ، ويتميز نموذج GPT عن غيره من النماذج اللغوية بقدرته على توليد النصوص التلقائية بشكل طبيعي ومفهومه ، حيث يمكنه إنتاج جمل وفقرات ونصوص متكاملة بناءً على المدخلات المعطاة له ، ويتم ذلك بواسطة تدريب النموذج على مجموعة كبيرة من النصوص المتنوعة ، مما يتيح له فهم اللغة الطبيعية بشكل أفضل وتوليد النصوص الجديدة بناءً على السياق المعطى.
كيف يعمل GPT ؟
يعتمد GPT على البنية التحويلية ، حيث تعتبر البنية التحويلية نوعًا فريدًا من أنواع الشبكات العصبية الاصطناعية التي تستخدم في طي الوحدات الخاصة (Self-Attention) لحساب العلاقات بين الكلمات في النص ، وتمكّن هذه العملية GPT من التعامل مع النصوص الطويلة بكفاءة وتحديد العلاقات بين الكلمات على مسافات بعيدة ، ويتم تدريب GPT على مهمة استكمال النص ، حيث يتعيّن على النموذج تخمين الكلمة التالية في النص بناءً على الكلمات السابقة ، بمجرد أن يُطعّم النموذج ببعض الكلمات أو الجمل ، يقوم بتوليد المتابعة المنطقية للنص بناءً على المعرفة التي اكتسبها أثناء التدريب.
ويمكن استخدام GPT في العديد من التطبيقات ، مثل توليد النصوص الإعلانية والمقالات والمحتوى الرقمي ، والترجمة الآلية ، والتحليل اللغوي ، والتعرف على الصوت ، والتعرف على الصور، والأسئلة والإجابات الآلية ، والتوصية الشخصية ، وغيرها من التطبيقات اللغوية والذكية.
التطبيقات العملية :
يمكن استخدام GPT في مجموعة واسعة من التطبيقات ، بما في ذلك:
1- المساعدة الذكية : يمكن لنماذج GPT توفير إجابات مفيدة للأسئلة وتقديم المشورة بشأن موضوعات متنوعة.
2- الترجمة : يمكن لـ GPT ترجمة النصوص بين لغات مختلفة بدقة معقولة وفهم السياق والنغمة.
3- كتابة المقالات والمحتوى : يمكن لـ GPT إنشاء مقالات ومحتوى ذات جودة عالية بناءً على الكلمات الأساسية أو الموضوعات المطلوبة.
4- التوصية والتحليل : يمكن لـ GPT تحليل البيانات وتوفير توصيات مستندة إلى الأنماط والاتجاهات التي يراها.
5- توليد الكود البرمجي : يمكن لـ GPT إنشاء شفرة برمجية صحيحة وفعالة بناءً على متطلبات المستخدم.
6- التعلم الآلي : يمكن لـ GPT تحسين النماذج والتقنيات الأخرى للتعلم الآلي من خلال توفير تحليلات وتوجيهات هيكلية.
7- الدردشة والمحادثة : يمكن لـ GPT إجراء محادثات طبيعية ومفيدة مع المستخدمين والرد على الاستفسارات.
التحديات والمخاوف :
رغم إمكانات GPT، هناك عدة تحديات ومخاوف يجب أن نأخذها في الاعتبار:
1- الإنحياز : قد تتضمن مجموعة بيانات التدريب الإنحياز والانحيازات اللاواعية، مما يؤدي إلى إنتاج نصوص مشوهة أو غير دقيقة.
2- القدرة على توليد المحتوى الزائف : يمكن لـ GPT إنشاء محتوى مقنع، ولكنه كاذب، مما قد يؤدي إلى تضليل القراء ونشر المعلومات المضللة.
3- النقص في التفهيم العميق : على الرغم من قدرة GPT على توليد نصوص طبيعية، إلا أنه لا يملك فهمًا عميقًا للمعرفة الأساسية والمفاهيم.
4- الأمان والخصوصية : استخدام GPT في تطبيقات حساسة قد يعرّض البيانات الشخصية والمعلومات السرية للخطر.
GPT هو معالج لغو متطور يوفر إمكانات هائلة في مجال الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة. تعتبر النماذج الحالية مثل GPT-4 تطوراً كبيراً عن الإصدارات السابقة وتقدم أداءً مذهلاً في مجموعة واسع ، وفي النهاية، يمثل نموذج GPT تطورًا هامًا في مجال الذكاء الاصطناعي واللغة الطبيعية، حيث يتميز بقدرته على توليد النصوص بشكل طبيعي ومفهوم، ويتم استخدامه في العديد من المجالات لتحسين تجربة المستخدم وزيادة الإنتاجية وتوفير الحلول الذكية.