يمكن تعريف الذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence) أو الـ (AI) : على أنه قدرة الكمبيوتر الرقمي أو الروبوت الذي يتحكم فيه الكمبيوتر على أداء المهام المرتبطة عادة بالكائنات الذكية.
و من الملفت للنظر أن هذا المصطلح قد تم تطبيقه بشكل متكرر على مشروع تطوير الأنظمة الممنوحة للعمليات الفكرية المميزة للبشر ، مثل القدرة على التفكير ، و اكتشاف المعنى ، و التعميم ، أو التعلم من الخبرة السابقة.
و على الرغم من التقدم المستمر في سرعة معالجة الكمبيوتر و سعة الذواكر، فلا تزال هناك حتى الآن برامج يمكن أن تتطابق مع المرونة البشرية عبر المجالات الأوسع أو في المهام التي تتطلب الكثير من المعرفة اليومية.
و من ناحية أخرى ، فقد حققت بعض البرامج مستويات تضاهي أداء الخبراء البشريين و المهنيين في أداء مهام محددة معينة ، بحيث يتم العثور على الذكاء الاصطناعي بهذا المعنى المحدود في تطبيقات متنوعة مثل التشخيص الطبي، و محركات بحث الكمبيوتر، و التعرف على الأصوات، أو الكتابة اليدوية.
فهم الأنواع الأربعة لـ الذكاء الاصطناعي :
نركز هنا على ما يمكن تسميته بأدوات الذكاء الاصطناعي السائدة (mainstream AI tools) و هي:
التعلم الآلي (machine learning) والتعلم العميق (deep learning)
و قد كانت أنواع التقنيات هذه هي القادرة على لعب دور خطير في حياة البشر ، حيث أن هذه التقنيات قد تغلبت على أسيادها البشريين في اللعبة اللوحية (Go) الأكثر تعقيداً على الإطلاق.
و تعتبر هذه الأنظمة الذكية الحالية قادرة على التعامل مع كميات هائلة من البيانات، و إجراء حسابات معقدة بسرعة كبيرة ، إلا أنها تفتقر إلى عنصر سيكون أساسياً في بناء الآلات الحساسة التي نتصور وجودها في المستقبل ، لذلك فنحن بحاجة إلى القيام بأكثر من مجرد تعليم الآلات أن تتعلم ، كما أننا بحاجة للتغلب على الحدود التي تحدد الأنواع الأربعة المختلفة للذكاء الاصطناعي ، و الحواجز التي تفصل بيننا و بين الآلات ، و بين الآلات و بيننا .
كم عدد أنواع الذكاء الاصطناعي الموجودة؟
هناك أربعة أنواع للذكاء الاصطناعي:
1 – الآلات التفاعلية (reactive machines)
2 – الذاكرة المحدودة (limited memory)
3 – نظرية العقل (theory of mind)
4 – الوعي الذاتي (self-awareness)
أولاً : الآلات التفاعلية (reactive machines) :
تعد الأنواع الأساسية لأنظمة الذكاء الاصطناعي تفاعلية بحتة ، و هي لا تملك القدرة على تكوين ذكريات، و ليس لديها القدرة على استخدام التجارب السابقة لإبلاغ القرارات الحالية ، و يرتبط هذا النوع من الذكاء بالكمبيوتر الذي يدرك العالم مباشرة و يتصرف بناءً على ما يراه ، بل قام المطورون إلى حد ما بإيجاد طريقة من أجل تضييق نطاق رؤيته
و التوقف عن متابعة بعض التحركات المستقبلية المحتملة ، و كل ذلك بناءً على كيفية تقييم نتائجهم ، و من المثير حقاً أن هذه الطرق تعمل على تحسين قدرة أنظمة الذكاء الاصطناعي من أجل أن تقوم بلعب ألعاب معينة بشكل أفضل ، و لكن لا يمكن تغييرها أو تطبيقها بسهولة على حالات أخرى.
ثانياً :الذاكرة المحدودة (limited memory) :
تحتوي هذه الفئة من النوع الثاني على آلات يمكنها النظر إلى الماضي ، حيث تقوم السيارات ذاتية القيادة ببعض من هذا بالفعل.
و على سبيل المثال : فإن هذه السيارات يمكنها ملاحظة سرعة و اتجاه السيارات الأخرى ، إلا أنها لا تستطيع القيام بذلك في لحظة واحدة ، بل يتطلب ذلك تحديد أشياء محددة و مراقبتها بمرور الوقت ، و من ثم تتم إضافة هذه الملاحظات إلى تمثيلات السيارات ذاتية القيادة المبرمجة مسبقاً للعالم ، و التي تتضمن أيضاً علامات المسار ، و إشارات المرور و عناصر مهمة أخرى ، مثل المنحنيات في الطريق الذي تسير فيه ، ثم يتم تضمين هذه المعلومات و البيانات عندما تقرر السيارة متى يجب تغيير الممرات ، لتجنب قطع سائق آخر أو أن تصطدم بها سيارة مجاورة.
يبدو أن هذه المعلومات البسيطة المتعلقة بالماضي هي معلومات عابرة فقط. حيث لا يتم حفظها كجزء من مكتبة تجارب السيارة التي يمكن أن تتعلم منها ، و الطريقة التي يجمع بها السائقون البشر الخبرة على مر السنين خلف عجلة القيادة.
ثالثاً : نظرية العقل (theory of mind) :
بإمكاننا أن نتوقف هنا و نطلق على هذه النقطة ، الفجوة المهمة بين الآلات التي نمتلكها و الآلات التي سنبنيها في المستقبل. و مع ذلك ، فمن الأفضل أن نكون أكثر تحديداً لمناقشة أنواع آلات التمثيل التي يجب تشكيلها ، و ما يجب أن تكون عليه.
و لن تقوم الآلات في المستوى التالي الأكثر تقدماً بتشكيل تمثيلات متعلقة بالعالم فقط ، و لكنها ستقوم بتشكيل تمثيلات أيضاً عن وكلاء أو كيانات أخرى في العالم ، و يعتبر هذا الأمر بالغ الأهمية لكيفية تشكيلنا نحن البشر للمجتمعات ، لأنها سمحت لنا أن يكون لدينا تفاعلات اجتماعية.
إذ أنه و من دون فهم دوافع و نوايا بعضنا البعض ، و دون مراعاة ما يعرفه شخص آخر عني أو عن البيئة ، فإن العمل معاً سيكون في أحسن الأحوال أمراً صعباً ، و في أسوأ الأحوال سيكون مستحيلاً .
رابعاً : الوعي الذاتي (self-awareness):
وهي بناء أنظمة يمكنها تكوين تمثيلات عن أنفسها ، لذلك سيتعين على باحثو الذكاء الاصطناعي ليس فقط فهم هذا الوعي ، و لكن بناء الآلات التي تمتلك (الوعي ) أيضاً .
و يعتبر هذا ، إلى حد ما ، امتداداً لـ “نظرية العقل” التي يمتلكها الذكاء الاصطناعي من النوع الثالث. و لسببٍ ما يسمى الوعي (Consciousness) أيضاً بـ “الوعي الذاتي (self-awareness)
شاهد أيضًا: iOS 16 : هل خضغت Apple لفلسفة Android أم لا؟